منتدى عائلة طمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى عائلة طمان

تعميق الروابط الأسرية والتعارف بين أفراد العائلة


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

زيارة القبور بين المشروع والممنوع

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

عماد طمان

عماد طمان
المدير العام و كبير المراقبين
المدير العام و كبير المراقبين


زيارة القبور بين المشروع والممنوع



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فإن زيارة القبور: تنقسم إلى قسمين: زيارة مشروعة، وأخرى ممنوعة.

- أولاً: الزيارة المشروعة:

لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر عن زيارة القبور؛ لأن الناس حديثو عهد بكفر؛ ولأن الوثنية كان منشؤها القبور، إذ نصبت الأصنام والأوثان تعظيماً لبعض أصحاب القبور، فعكفوا على تلك التماثيل وتعهدوها بالزيارة، ومع مرور الزمن وطول الأمد عبدوها من دون الله، فلما تأصل الإيمان بالله في نفوسهم، وتمكنت العقيدة من قلوبهم، وأخلصوا العبادة له جل وعلا، وأفردوه بالوحدانية، أذن صلى الله عليه وسلم في زيارتها، حيث قال: {كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها}.



فشرعت هذه الزيارة لأمرين:

1- تذكر الآخرة، والاعتبار والاتعاظ، لقوله صلى الله عليه وسلم: {إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الآخرة}.

ويستوي في هذا الأمر-أعني التذكر والاتعاظ- قبر المسلم والكافر، حيث هما سيان في ذلك لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ((استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها قأذن لي)).

وفي رواية عنه أيضاً قال: ((زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكي وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر بالموت)).



2- الدعاء للميت والإحسان إليه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد))..

وعن بريدة رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، السلام عليكم أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية)).

فهذه الزيارة الشرعية للقبور، تذكر الموت والآخرة والدعاء للميت. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في زيارتها بعد النهي، وعلل ذلك بأنها تذكر الموت والدار الآخرة وأذن إذناً عاماً في زيارة قبر المسلم والكافر؛ والسبب الذي ورد عليه هذا اللفظ يوجب دخول الكافر، والعلة وهي تذكر الموت والآخرة موجود في ذلك كله. وقد كان صلى الله عليه وسلم يأتي قبور أهل البقيع والشهداء للدعاء لهم والاستغفار، فهذا المعنى يختص بالمسلمين دون الكافرين، فهذه الزيارة وهي زيارة القبور لتذكر الآخرة، أو لتحيتهم والدعاء لهم، هو الذي جاءت به السنة.

وهذه الزيارة الشرعية التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم لابد لها من شرطين: الأول: أن تكون الزيارة بدون شد رحل. لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى)).

وجه الدلالة: أن هذا النهي يعم السفر إلى المساجد والمشاهد، وكل مكان يقصد السفر إلى عينه للتقرب، فإذا كان السفر إلى بيت من بيوت الله غير الثلاثة لا يجوز، مع أن قصده لأهل مصره يجب تارة، ويستحب أخرى.

وقد جاء في قصد المساجد من الفضل ما لا يحصى، فالسفر إذاً إلى مجرد القبور أولى بالمنع.

الثاني: التزام أدب الزيارة. لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الأمر بزيارة القبور: ((فمن أراد أن يزور فليزر، ولا تقولوا هجراً)).

والهجر: بالضم هو الكلام الفاحش والباطل، ومن أعظمه الطواف حولها أو دعاء أصحابها والتقرب إليهم.

قال النووي: وكان النهي أولاً لقرب عهدهم من الجاهلية، فربما كانوا يتكلمون بكلام الجاهلية الباطل، فلما استقرت قواعد الإسلام وتمهدت أحكامه، واشتهرت معالمه أبيح لهم الزيارة، واحتاط صلى الله عليه وسلم بقوله: ((ولا تقولوا هجراً)).



- ثانياً: الزيارة الممنوعة:

وهي التي لم تتوفر فيها الشروط السابقة، أو اختل شرط منها. قال الصنعاني عقب أحاديث الزيارة: الكل دال على مشروعية زيارة القبور، والحكمة فيها، أنها للاعتبار، فإذا خلت من هذه لم تكن مرادة شرعاً.

قلت: وذلك مثل اتخاذها أعياداً، أو الطواف بها، أو طلب الدعاء من أصحابها، أو الصلاة عندها والعكوف عليها.

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((قاتل الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)). فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته، ثم إنه لعن وهو في السياق من فعل ذلك أهل الكتاب، ليحذر أمته أن يفعلوا ذلك..

وقد بدل أهل البدع والشرك قولاً غير الذي قيل لهم: بدلوا الدعاء للميت بدعائه نفسه، والشفاعة له بالاستشفاع به، وقصدوا بالزيارة التي شرعها رسوله صلى الله عليه وسلم إحساناً إلى الميت وإحساناً إلى الزائر، وتذكيراً بالآخرة: سؤال الميت، والإقسام به على الله، وتخصيص تلك البقعة بالدعاء الذي هو لب العبادة، وحضور القلب عندها، وخشوعه أعظم منه في المساجد، ومن المحال أن يكون دعاء الموتى أو الدعاء بهم، أو الدعاء عندهم مشروعاً وعملاً صالحاً ويصرف عنه القرون الثلاثة المفضلة بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يرزقه الخلوف الذين يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون.

وبهذا تبين الفرق بين الزيارة المشروعة والممنوعة.

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.

https://taman.yoo7.com

السلام علي من اتبع الهدي


عضو مجتهد
عضو مجتهد

جزاك الله خيرا

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى