منتدى عائلة طمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى عائلة طمان

تعميق الروابط الأسرية والتعارف بين أفراد العائلة


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

(وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)

3 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

عماد طمان

عماد طمان
المدير العام و كبير المراقبين
المدير العام و كبير المراقبين

هذه الآية الكريمة التي جاءت في منتصف سورة الطارق هي من آيات القَسَم في القرآن الكريم‏,‏ والقَسَم في كتاب الله يأتي من قبيل تنبيهنا إلى أهمية الأمر الذي جاء به القَسَم‏,‏ لأن الله‏ ـ تعالى ـ غني عن القَسَم لعباده‏.‏ والقَسَم هنا بالسماء، وبصفة خاصة من صفاتها، وهي أنها (ذات الرجع)‏,‏ وفي ذلك قال قدامى المفسرين: إن (رجع) السماء هو المطر‏,‏ وإنه سمي (رجعًا)؛ لأن بخار الماء يرتفع أصلاً من الأرض إلي السماء حيث يتكثف ويعود إلى الأرض مطرًا ـ بإذن الله‏ ـ في عملية دائمة التكرار والإعادة‏,‏ ولفظة (الرجع) هنا مستمدة من الفعل رجع بمعنى: عاد وآب، ولذا سمي المطر (رجعا) كما سمي أوبًا لأن (الرجوع) هو العود إلى ما كان منه البدء‏.‏

ومع تسليمنا بصحة هذا الاستنتاج يبقى السؤال المنطقي‏: إذا كان المقصود بالتعبير (رجع السماء) هو المطر فقط، فلماذا فضل القرآن الكريم لفظة الرجع على لفظة المطر؟ ولماذا لم يأت القسم القرآني بالتعبير (والسماء ذات المطر) بدلاً من (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)؟.



واضح الأمر أن لفظة (الرجع) في هذه الآية الكريمة لها من الدلالات ما يفوق مجرد نزول المطر ـ على أهميته القصوى لاستمرارية الحياة على الأرض ـ مما جعل هذه الصفة من صفات السماء محلاًّ لِقَسَم الخالق‏ ـ ‏سبحانه وتعالى‏‏ ـ وهو الغنيّ عن القسم ـ تعظيمًا لشأنها وتفخيمًا.‏ فما هو المقصود (بالرجع) في هذه الآية الكريمة؟.

يبدو ـ والله تعالى أعلم ـ أن من معاني (الرجع) هنا: الارتداد أي أن من الصفات البارزة في سمائنا أنها ذات رجع أي ذات ارتداد‏,‏ بمعنىي أن كثيرًا مما يرتفع إليها من الأرض ترده إلى الأرض ثانية‏,‏ وأن كثيرًا مما يهبط عليها من أجزائها العليا يرتد ثانية منها إلى المصدر الذي هبط عليها منه‏,‏ فالرجع صفة أساس من صفات السماء‏,‏ أودعها فيها خالق الكون ومبدعه‏,‏ فلولاها ما استقامت على الأرض حياة‏,‏ ومن هنا كان القسم القرآني بها تعظيمًا لشأنها‏,‏ وتنبيهًا لنا للحكمة من إيجادها وتحقيقها‏...!!!

الرجع في اللغة العربية:

يقال‏ في اللغة العربية: (رجع يرجع رجوعًا)‏ بمعنى: عاد يعود عودًا‏,‏ و‏غيره (‏رجعه‏)‏ غيره أو‏ (‏أرجعه‏)‏ بمعنى أعاده ورده‏,‏ و(‏الرجوع‏)‏ العودة إلى ما كان منه البدء‏,‏ ويقال: (رجعه‏,‏ يرجعه رجعًا).‏ كما يقال:‏ (رجع يرجع رجعًا وترجيعًا)‏ بمعنى ردّ يردّ ردًّا‏,‏ (فالرجع) لغة هو العود‏,‏ والارتداد‏,‏ والرد‏,‏ والانصراف والإفادة‏,‏ والإعادة‏,‏ ولذلك يقال للمطر (رجعًا) لردّ الهواء ما تناوله من ماء الأرض بطريقة مستمرة‏,‏ كما يقال للغدير (رجعًا) بنسبته إلى المطر الذي ملأه‏,‏ أو لتراجع أمواجه وترددها في مكانه، ويستند في ذلك إلى قول الحق ـ سبحانه وتعالى‏: (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) أي ذات المطر، وقيل فيها أيضًا: أي ذات النفع‏.‏

(وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) 5-1_small

ويقال‏ (‏رجع يرجع ترجيعًا‏)‏ أي ردد يردد ترديدًا‏, (‏فالترجيع‏‏ ترديد الصوت في الحلق بالقراءة وفي الغناء‏,‏ وتكرير القول مرتين فصاعدًا,‏ ومنه‏ (الترجيع‏)‏ في الأذان‏,‏ وكل تكرار في الكلام فهو (‏رجع‏)‏ و(‏رجيع‏)‏ ومعناه (‏مرجوع‏)‏ أي: مردود‏,‏ و(‏الرجع‏)‏ أيضًا صدى الصوت‏,‏ ويقال‏ (‏راجع‏)‏ أي: عاود‏,‏ و(‏المراجعة‏)‏ المعاودة‏,‏ ويقال‏ (‏راجعه‏)‏ الكلام أي ردَّ عليه‏.

و‏(‏الرجعة‏)‏ العودة من الطلاق‏,‏ والعودة إلى الدنيا بعد الممات‏.‏ يقال‏: (‏رجعت‏)‏ عن كذا‏ (رجعًا)‏ و(‏رجوعًا‏)‏ أي رفضته بعد قبوله‏,‏ و(‏رجعت‏)‏ الجواب أي رددت عليه‏,‏ و(‏المرجع‏)‏ و(‏الرجعي‏)‏ هو (الرجوع) والعود أو مكان العود، وذلك من مثل قوله‏ تعالى‏: (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا)‏ (المائدة: 48). وقوله‏ ـ ‏سبحانه وتعالى‏: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف: 174) أي يرجعون عن الذنب أو يعودون إلى الله‏ تعالى‏ وهدايته الربانية‏ وقوله‏ ـ ‏عز وجل: (فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) (النمل: 35) من الرجوع أو من رجع الجواب‏,‏ وقوله‏ ـ سبحانه وتعالى: (يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ) (سبأ:31) أي يتلاومون، وقوله تعالى: (ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) (النمل: 28)، ويقال ليس لكلامه‏ (‏مرجوع‏)‏ أي مردود أو جواب‏,‏ ودابة لها‏ (‏مرجوع‏)‏ أي لها مردود بمعنى أنه يمكن بيعها بعد استخدامها‏.‏ و(‏الراجع‏)‏ المرأة يموت عنها زوجها فترجع إلى أهلها‏ (‏أما المطلقة فيقال لها مردودة‏).‏

(وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) 5-2_small

صورة للغلاف الغازي للأرض بسحبة ورياحه

و‏(‏الاسترجاع‏)‏ الاسترداد‏,‏ و(‏التراجع‏)‏ الارتداد إلى الخلف أو (الرجوع) عن الأمر‏. يقال‏ (‏استرجع‏)‏ فلان منه الشيء أي أخذ منه ما كان قد دفعه إليه‏,‏ و(‏استرجع‏)‏ عند المصيبة أي قال‏: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ‏)، و(‏الرجيع‏)‏ الاستفراغ أو الرفث ويستخدم كناية عن أذى البطن عند كل من الإنسان والحيوان‏,‏ وهو من‏ (‏الرجوع‏)‏ ويكون بمعنى الفاعل‏,‏ أو من‏ (‏الرجع‏)‏ ويكون بمعنى المفعول‏؛‏ و(‏الرجيع‏)‏ من الكلام المردود إلى صاحبه أو المكرر‏.

المفسرون ورجع السماء:

في تفسير قوله تعالى: (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) (الطارق:11) ذكر ابن كثير‏ ـ رحمه الله‏ ـ‏ أن رجع السماء هو المطر‏,‏ ذكره ابن عباس‏ ـ رضي الله عنهما‏ ـ‏ وعنه أيضًا أن‏ (‏الرجع‏)‏ هو السحاب فيه المطر‏,‏ وأشار ابن كثير أيضًا إلى رأي قتادة‏ ـ يرحمه الله‏ ـ‏ في‏ (‏السماء ذات الرجع‏)‏ أنها ترجع رزق العباد كل عام‏,‏ ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم‏,‏ وذكر الصابوني‏ ـ ‏أمد الله في عمره‏ ـ‏ نفس المعاني‏.‏ ويؤكد صاحب الظلال‏ ـ يرحمه الله‏ ـ‏ على هذا المعنى بقوله: الرجع: المطر ترجع به السماء المرة بعد المرة‏.‏ وذكر مخلوف ـ ‏يرحمه الله: (‏والسماء‏)‏ أي المظلة‏, (‏ذات الرجع‏)‏ أي المطر‏,‏ وسمي رجعًا لأن السحاب يحمل الماء من بخار البحار والأنهار‏,‏ ثم يرجعه إلى الأرض مطرًا‏,‏ أو لأنه يعود ويتكرر‏,‏ من (رجع‏): إذا عاد‏,‏ ولذا يسمى أوبًا‏,‏ وتكررًا‏,‏ وكذلك ذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم أن القسم هنا بالسماء ذات المطر الذي يعود ويتكرر‏.‏

الفعل رجع في القرآن الكريم:

ورد الفعل‏ (‏رجع‏)‏ بمشتقاته في القرآن الكريم مئة وأربع مرات‏ (104)‏ في الصيغ التالية‏:‏

(رجع,‏ رجعتم‏,‏ رجعك‏,‏ رجعنا‏,‏ رجعناك‏,‏ رجعوا‏,‏ أرجع‏,‏ ترجعونها‏,‏ ترجعوهن‏,‏ يرجع‏,‏ يرجعون‏,‏ ارجع‏,‏ أرجعنا‏,‏ ارجعوا‏,‏ أرجعون‏,‏ ارجعي‏,‏ رجعت‏,‏ ترجع‏,‏ ترجعون‏,‏ يرجع‏,‏ يرجعون‏,‏ يتراجعا‏,‏ رجع‏,‏ الرجع‏,‏ رجعه‏,‏ الرجعى‏,‏ راجعون‏,‏ مرجعكم‏,‏ مرجعهم‏).‏

وجاءت لفظة رجْع فيها ثلاث مرات على النحو التالي‏:‏

(أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ‏) (ق‏:3).‏ (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ) (الطارق‏:Cool‏. (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) (الطارق‏:11).‏

وكلها بمعنى الرجوع‏,‏ والعودة‏,‏ والارتداد‏,‏ والرد‏,‏ والإعادة‏,‏ وهو ما يمكن أن يعيننا في فهم دلالة الرجع في قوله‏ ‏تعالى‏: (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)‏ (الطارق: 11)، وهو معنى أوسع وأشمل من مجرد رجوع ماء الأرض المتبخر من سطحها ومن تنفس إنسها وحيواناتها، ونتح نباتاتها‏,‏ وإلا لكان القَسَم بالسماء ذات المطر‏.‏

السماء في اللغة العربية:

‏(‏السماء‏)‏ لغة: اسم مشتق من‏ (‏السمو‏)‏ بمعنى الارتفاع والعلو‏,‏ تقول‏: (‏سما‏,‏ يسمو‏,‏ سموًّا‏),‏ فهو (سامٍ) بمعنى علا‏,‏ يعلو‏,‏ علوًّا‏,‏ فهو عالٍ أو مرتفع‏,‏ لأن السين والميم والواو أصل يدل على الارتفاع والعلو‏,‏ يقال‏: (‏سَمَوْت وَسَمَيْت‏)‏ بمعنى: علوت وعليت للتنويه بالرفعة والعلو‏,‏ وعلى ذلك فإن سماء كل شيء أعلاه، ومن هنا قيل‏: كل ما علاك فأظلك فهو سماء‏.‏ ولفظة‏ (‏السماء‏)‏ في العربية تذكّر وتؤنث‏ (‏وإن كان تذكيرها يعتبر شاذًّا‏),‏ وجمعها‏ (‏سماوات‏)‏ كما جاء في القرآن الكريم، وهناك صيغ أخرى لجمعها ولكنها غريبة‏.

وانطلاقًا من هذا التعريف اللغوي قيل لسقف البيت‏: (‏سماء‏)‏ لارتفاعه‏,‏ وقيل للسحاب‏ (‏سماء‏)‏ لعلوه‏,‏ واستعير اللفظ للمطر بسبب نزوله من السحاب‏,‏ وللعشب لارتباط نبته بنزول ماء السماء‏.‏

و(السماء) لدينا: هي كل ما يقابل الأرض من الكون‏,‏ والمراد بها ذلك العالم العلوي من حولنا، والذي يضم الأجرام المختلفة من الكواكب والكويكبات‏,‏ والأقمار والمذنبات‏,‏ والنجوم والبروج‏,‏ وغيرها من مختلف صور المادة والطاقة التي تملأ الكون بصورة واضحة جلية أو مستترة خفية‏.‏

وقد خلق الله‏ تعالى‏ السماء ـ وهو سبحانه خالق كل شيء ـ ورفعها بغير عمد نراها‏,‏ وجعل لها عُمّارًا من الملائكة ومما لا نعلم من الخلق‏,‏ وحرسها من كل شيطان مارد من الجن والإنس‏,‏ فهي محفوظة بحفظه‏ تعالى‏ إلى أن يرث الكون بما فيه ومن فيه‏.‏

السماء في القرآن الكريم

تكرر ورود لفظة (‏السماء‏)‏ في القرآن الكريم ثلاثمائة وعشر مرات‏,‏ منها مئة وعشرون بالإفراد‏ (‏السماء‏),‏ ومئة وتسعون بالجمع‏ (السماوات‏),‏ والجمع في غالبيته إشارة إلى كل ما حول الأرض من خلق أي: إلى الكون في جملته‏,‏ والإشارات المفردة منها ثمان وثلاثون يفهم من مدلولها الغلاف الغازي للأرض بسحبه ورياحه وكسفه‏,‏ واثنتان وثمانون يفهم منها السماء الدنيا غالبًا والكون أحيانًا‏.

وقد جاءت الإشارة القرآنية إلى السماوات والأرض وما بينهما في عشرين موضعًا من كتاب الله‏,‏ وأغلب الرأي أن المقصود بما بين السماوات والأرض هو الغلاف الغازي للأرض بصفة عامة‏,‏ والجزء الأسفل منه‏ (نطاق المناخ‏)‏ بصفة خاصة‏,‏ وذلك لقول الحق ـ سبحانه وتعالى): (وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ‏..) (‏البقرة‏: 164)‏.

والسحاب يتحرك في نطاق المناخ الذي لا يتعدى سُمكُه ‏16‏ كيلو مترًا فوق مستوى سطح البحر عند خط الاستواء‏,‏ والذي يحوي أغلب مادة الغلاف الغازي للأرض‏ (75%‏ بالكتلة‏)،‏ والقرآن الكريم يشير إلى إنزال الماء من السماء في أكثر من آية‏,‏ وواضح الأمر أن المقصود بالسماء هنا هو السحاب، أو النطاق المحتوي على السحاب والمعروف علميًّا بنطاق المناخ‏.‏

العلوم الكونية ورجع السماء:

إذا كان المقصود بـ(السماء ذات الرجع) في سورة الطارق هو الغلاف الغازي للأرض بنطاق من نطاقاته‏ (مثل ‏نطاق الطقس‏)‏ أو بكل نطقه‏ ـ‏ فإن دراسة ذلك الغلاف الغازي قد أكدت لنا أن كثيرًا مما يرتفع من الأرض إليه من مختلف صور المادة والطاقة (‏من مثل: هباءات الغبار المتناهية الدقة في الصغر‏,‏ بخار الماء‏,‏ كثير من غازات أول وثاني أكسيد الكربون‏,‏ أكاسيد النيتروجين‏,‏ النوشادر‏,‏ الميثان وغيرها‏,‏ الموجات الحرارية كالأشعة تحت الحمراء‏,‏ والراديوية كموجات البث الإذاعي‏,‏ والصوتية‏,‏ والضوئية والمغناطيسية وغيرها‏)‏ كل ذلك يرتد ثانية إلى الأرض راجعًا إليها‏.‏

كذلك فإن كثيرًا مما يسقط على الغلاف الغازي للأرض من مختلف صور المادة والطاقة يرتد راجعًا عنها بواسطة عدد من نطق الحماية المختلفة التي أعدها ربنا‏ ـ سبحانه وتعالى‏ ـ‏ لحمايتنا وحماية مختلف صور الحياة الأرضية من حولنا‏.

وإذا كان المقصود بـ(السماء ذات الرجع) في هذه السورة المباركة هو كل السماء الدنيا التي زينها ‏ربنا ـ سبحانه وتعالى‏‏ ـ‏ بالنجوم والكواكب ـ فإن علوم الفلك قد أكدت لنا أن كل أجرام السماء قد خلقها الله تعالى‏ من الدخان الكوني (‏دخان السماء‏)‏ الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم التي يسميها القرآن الكريم: عملية الفتق (أو فتق الرتق)‏,‏ وأن كل أجرام السماء الدنيا تمر في دورة حياة تنتهي بالعودة إلى دخان السماء عن طريق الانفجار أو الانتثار‏,‏ لتتخلق من هذا الدخان السماوي أجرام جديدة تعيد الكرة في دورات مستمرة من تبادل المادة والطاقة بين أجرام السماء ودخانها (‏المادة المنتشرة بين النجوم في المجرة الواحدة‏,‏ المجرات وتجمعاتها المختلفة‏,‏ وفي السدم وفي فسحة السماء الدنيا‏,‏ وربما في كل الكون الذي لا نعلم منه إلا جزءًا يسيرًا من السماء الدنيا‏).‏ وهذه صورة مبهرة من صور الرجع التي لم يدركها العلماء إلا بعد اكتشاف دورة حياة النجوم في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏.‏ وسواء كان المقصود بـ(السماء ذات الرجع) إحدى الصورتين السابقتين أو كليهما معًا ـ فهو سبق قرآني مبهر بحقيقة كونية لم يدركها العلماء إلا منذ عشرات قليلة من السنين، وذلك مما يشهد للقرآن الكريم بأنه كلام الله الخالق‏,‏ ويشهد لخاتم الأنبياء والمرسلين‏ ـ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ـ‏ بأنه كان موصولاً بالوحي ومعلّمًا من قبل خالق السماوات والأرض‏.

https://taman.yoo7.com

اميرة


عضو مجتهد
عضو مجتهد

جزاك الله خيرا

السلام علي من اتبع الهدي


عضو مجتهد
عضو مجتهد

جزاك الله خيرا

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى