السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي الكرام .. لقد منّ الله تعالى علىّ بهذا الكتاب الرائع ..
و أحببت ان نتشارك جميعا قراءته وإن شاء الله تستفيدوا منه وتفرحوا به كما استفدت انا به
واسأل الله العظيم أن يستفيد منه كل بشر مسلم وغير مسلم .. وان يكون صدقه جاريه لكل من ساهم في نشره
--مع مراعاة شروط الأمانه في النقل والطبع كما طلب الكاتب وهذا حق --
وأنا نقلته بكل تفاصيله إلا بعض الحروف "للدقه" و خاصة كثرة تصحيح الأحاديث التى لا تهم إلا المتخصصين ..
كل اللى أتمناه أن نقرأه بأبصارنا وقلوبنا بتأني وتمهل وتركيز .. لتحصيل أكبر إستفاده..وساحاول وضعه بالتدريج ..
قل مع الكون
لا إله إلا الله
كتبه أمين الصاوي
قدمه فضيلة الشيخ مصطفى العدوي
تقديم .. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
فقد إطلعت على هذه الرساله التى كتبها أخي في الله الشيخ أمين الأنصاري سلمه الله تعالى وبارك فيه فألفيتها
ولله الحمد نافعه ووجدت الماده العلميه التى ضمنتها إياها صحيحه والحمد لله ..
وإن كان ثّم أحاديث اعتمد فيها تصحيحات أهل العلم الفضلاء وفي بعضها نظر خفيف لا تكاد تُذكر ..
فأسأل الله أن يبارك فيه وفي مساعيه وأن يسدده ويبارك فيه
وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو عبد الله / مصطفى بن العدوي
بسم الله الرحمن الرحيم ..
مقدمة العبد الفقير إلى الله " المؤلف"
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.. صلى الله عليه وسلم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له،
ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (آل عمران:102).
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً" (النساء:1).
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً" (الأحزاب:70، 71).
فالحمد لله الذي منَّ وأفضل وأنعم وأجزل . أحمده سبحانه ذا الجلال والإكرام وأثني عليه ذى العظمة والكمال
فالنعمة منه مُبتدئه والغايه إليه منتهيه.
أما بعد ..
فوالله إني لأكتب إليكم الآن ودموعي تجري من عينيّ فرحاً أن الله عز وجل قد أكرمني بهذا الخير من الحديث عنه
وعن أسمائه الحُسنى وصفاته العُلى وهناءً بهذا الشرف الذي هو تاج فوق رأسي ووساماً على صدري
كرماً من الله سبحانه وهو التأليف عن الله أرحم الراحمين وأكرم الاكرمين وخجلاً ( وأقسم لكم بالله خجلاً )
من أن اسمائه الحُسنى وصفاته العُلى وأفعاله الطاهره المقدسه يتحدث عنها لسانٌ آثم كلساني وتًخُطُّها يد ٌ
خَطُّائه مثل يدي ويكتب عنها قلمٌ مَعيبٌ مثل قلمي.
فالله اكرم من أن يكتب عنه اشباهي والله أعظم من أن يتحدث عنه أمثالي..
ولكن حسبي ان الله "عفو غفور" وأنه " كريم شكور" لا يرد من وقف على بابه ولا يطرد من سلك طريقه ويرجو
الحشر مع أحبابه –سبحانه- راجياً أن يتقبلني قبول الغني الكريم للمتطفل على مائدة بره وإحسانه فتكلمت عن الله
وكتبت أسمائه وصفاته ورجائي من الله سبحانه أن يغفر لي ذنبي كله ما قدمت وما أخرت وان يقيني شرّ خطاياي وما قدمت يداي.
وأرجوه سبحانه كما أقر عيني بالقراءة عنه أن يكرمها بلذّة النظر إلى وجهه الكريم وكما أكرم يدي بالكتابة عنه
أن يلقني كتابي بيميني وأن يقي جسدي كله عذاب جهنم.
وأسأله سبحانه أن لا يحرمني أجر الدلالة عليه..
.................وأنا والله أشاركك سيدي وشعرت بما شعرت به .. واسأل الله أن يتقبل منا جميعاً ...
فكانت هذه الرساله المُسماه (( قل مع الكون لا إله إلا الله ))
فقد طُلب مني أثناء تواجدي في (( مكه المكرمه)) (أحد أئمة الحرم المكي ) الشيخ عبد الرحمن السُديسي أن أجمع
ماده علميه تتحدث عن بعض أسماء الله وصفاته بطريقه ميسره على المسلمين وسهلة القراءه والفهم,
فاستعنت بالله تعالى وبدأت في تجميع الماده وكان اكثر ما لفت إنتباهي فيما أكرمني الله به من أدلة عبودية
الكائنات لله سبحانه وتعالى وحبها له وطاعتها لامر
ومن المُثير أيضاً أنك تجدها تفقه في أحكام الإيمان وتغار على الله وتوالي وتعادي من أجله سبحانه
وبعضها يدعو إلى الله و الإيمان به..
قال تعالى " وَ إِن مِّن شَيْءٍ إِلّا يُـسَبِحُ بِحَمْدِهِ وَ لَكِن لَا تَـفْـقَهُـونَ تَـسْـبِيحَـهُـمْ " الإسراء 44
فالكون كله يعرف الله ويحبه ويخشاه ,يعبده ويوحده, يسبحه ويقدسه.. وسميتها قل مع الكون لا إله إلا الله .
فشعرت بأن ذلك شيء عظيم الأثر في تهذيب النفوس خاصة وإذا حصلت المقارنه بين إيمان هذه المخلوقات
(من سماء وأرض وجبال وانهار وأشجار حتى الحيوانات والحشرات ) وهي الغير مُكلفه بالعباده
وبين الإنسان الذي اُمر بتلك العباده وهو مسئول عنها بين يدي ربه سبحانه وتعالى.
وكانت النتيجه : أن كل هذه المخلوقات من العرش إلى الارض السابعه تعبد الله وتوحده ولا يعصيه
إلا الشياطين وأغبياء بني آدم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
" ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا يسبح بحمده إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم "
رواه ابن السني وابو نعيم في الحليه عن عمرو بن عبسه وحسنه الالباني في صحيح الجامع رقم 5599
وبما أن عبادة الله وتوحيده مبني على معرفة الله بأسمائه وصفاته فقد تحدثت فيها عن أسماء الله وصفاته ثم خصصت
بابين كريمين لله سبحانه وهما "الرب , الإله "
سبحانه وتعالى راجياً أن تصل رسالتي إلى كل مسلم بل وإلى غير المسلمين ليعلموا ان ((أجمل ما في الحياه معرفة الله))
فتدخل إلى قلوبهم محبته وتشغل جوارحهم عبادته سبحانه وتعالى و يقولوا مع الكون لا إله إلا الله
تمهيد في تاريخ الشرك والتوحيد
إن الله سبحانه قد خلق العباد جميعا موحدين بالله ولكن الشياطين جاءتهم فبدلت لهم دينهم وأفسدت إيمانهم
قال تعالى في الحديث القدسي " خلقت عبادي حنفاء كلهم ولكن أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرَّمت عليهم
ما أحللت لهم وأمرتهم ان يُشركوا بي ما لم أُنزل به سُلطانا "
فكلما وقع الناس في نوع من انواع الشرك بعث الله إليهم انبياءه بما يناسبه من أنواع التوحيد.
فمنهم من كفر بالرب الخالق ,, كثمود وفرعون فبعث الله الانبياء ليرّفُوهم بربهم وخالقهم كما قال موسى لفرعون
" وَأَهْـدِيَكَ إِلَى رَبِـّكَ فَـتَخْشَى "النازعات 19
ومنهم من كفر من باب أسمائه الحُسنى وصفاته كاليهود والنصارى الذين قالوا::ان الله ثالث ثلاثه::
وإن " له زوجة وولد ::سبحانه وتعالى عما يقولون .
فأرسل الله لهم من يعلمهم توحيد الأسماء والصفات مثل قوله تعالى
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }
[الآيات : 1-4] سورة الإخلاص
والأكثريه منهم لو عرفوا الله بانه الرب وعرفو ا بعض أسمائه وصفاته فقد وقعوا في الشرك من جهة عبادة الله
واتخاذه إلها كما قال تعالى " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْـثَرُهُم بِالله إِلّا وَهُم مُّـشْرِكُـوُنَ " يوسف 106
.. فبعث الله الأنبياء جميعا وخاتمهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم..
ليدعوا إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة غيره والتبرأ منها واتخاذه إلها واحداً معبوداً لا شريك له ..
فلما كان زماننا هذا فتن آخر الزمان فقد ظهرت كل أنواع الشرك كلها في أنواعه الثلاثه
بل وظهرت فيه عبادة الشياطين (( وحسبنا الله ونعم الوكيل )) وانتشر الجهل وقُـلبت الأمور كما أخبر بذلك المعصوم
صلى الله عليه وسلم قال " فتن كقطع الليل المُظلم , يُصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمسي كافرا , ويُمسي مؤمناً و يُصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا " رواه الترمذي
ولا نجاة منها إلا بالعلم الصحيح والعمل الصالح..
كما جاء في رواية ابن ماجه " ستكون فتن يُصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمسي كافرا إلا من أحياه الله بالعلم .. نسأل الله تعالى ان يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن.